تاريخ قرية نعام والقبائل الحاكمة
قرية نعام أو مركز نعام تلك القرية العريقة التي ذكرها الأصفهاني والهمداني بنفس الإسم، وقد تغنت الأشعار والأخبار بذكرها وسيرتها، وظهرت جلية في النقوش والرسومات الثمودية التي تعود إلى الفترة الواقعة ما بين القرن الثاني قبل الميلاد إلى منتصف القرن الثالث الميلادي
موقع قرية نعام
تقع القرية على وادي نعام التي تقع عليها أيضا بلدتي الحوطة والحريق؛ في وادٍ من أكبر أودية اليمامة، وهي تبعد 135 كم إلى الجنوب من مدينة الرياض، ومن ناحية الشرق من أعلى قمم العارض، وفي نهاية المنحدرات الغربية يسيل الروافد التي تجتمع أصوله ببلدة الحريق، مارًا بالقرية المفيجر
سبب تسمية قرية نعام بهذا الاسم
سميت هذه القرية العريقة بـ نعام نسبة إلى الوادي نفسه، حيث يوجد به “سيح نعام” وفقا لما ورد على لسان ابن الفقيه
تاريخ مركز نعام
مركز نعام قديم جدا، إذ يعود لما يقارب الألفي عام، فهي أقدم بلدة في الوادي الذي يضم منطقة الحريق والحوطة، وتتزين بالآثار الذي تعد أكبر شاهد على قدم هذه البلدة
تقع بلدة نعام في منطقة وسط نجد، وهي تابعة لمنطقة الرياض، وقد سكن الكثير من القبائل هذا الوادي، ومن أشهر تلك القبائل وأبرزها قبائل تميم وقحطان وسبيع وغيرهم
المعارك التي شهدتها قرية نعام
كما يروى في كتب التاريخ ، وقعت الكثير من الأحداث التاريخية في هذا الوادي، من أهمها ما يلي
كانت قبيلة بني عقيل يفرضون الجزية على قاطني “بني تميم” أو “الحوطة” قديمًا، والتي كان يسكنها بني تميم وبني هزان، وذلك في مقابل الأمان وعدم الغزو؛ وبسبب هذه الجزية وقعت حرب طاحنة، تحالف خلالها قبيلة بني هزان وبني تميم ضد بني عقيل فارضي الجزية بقيادة شيوخهم “آل عصفور العقيلي” والذين كانوا أمراء على هذا الوادي وتوابعه آنذاك، ووقعت الهزيمة حينها بتحالف قبيلتي بني هزان وبني تميم
وبعد حكم بني عقيل، حكمت قبيلة آل ذواد من سبيع على الوادي، وقد وقعت معركة بينهم وبين الهزازنة، وقد حكموها وبنوا محافظة الحريق، ومن ثم انتقل الذواودة إلى نعام و بادية الحريق
كما شارك سكان وادي نعام ضد الأتراك في معركة الحلوة، وانتهى بهم الأمر إلى انتصار أهل حوطة بني تميم والحريق والحلوة ونعام والحريق، وقد علق على هذه المعركة ابن بشر في كتابه ووصفها بـ “ملحمة نجد الكبرى”
وظلت إمارة مركز نعام تتوالى عبر القبائل على أيدي شيوخها، مثل آل ذواد والذي يعود نسبهم إلى بني عامر من قبيلة سبيع، وكان هذا خلال عام 1040 هـ، ومن بعد هذا الوقت انتقلت الإمارة إلى الهزازنة على يد جدهم ” رشيد بن مسعود” ومنه إلى ابنه راشد جد آل هلال، وإلى أحفاده من بعده إلى يومنا هذا.
